تأمل فى الله وخلاص الانسان
هذا التأمل مقسم الى أربع اجزاء
هذا الجزء 4
تكملة ما سبق :
الشيطان كان ملاكاً وتكبر، ظن فى نفسه أنه شيئٌ عظيمٌ اغتر بجماله، لأنه مخلوق فائق الجمال " كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح؟ كيف قطعت إلى الأرض يا قاهر الأمم؟ "(اش 14 : 12) .
الشيطان وجنوده من الملائكة الساقطين يعرفون أن الله واحدٌ، ولكنهم أضلوا الشعوب بتعدد الآلهة، حتى زمن أبينا إبراهيم الذى آمن أن الله واحدٌ، لذلك عزله الله عن الأمم... الوثنيين وجعله أمة التوحيد (أمة اليهود)، وانقسم العالم إلى قسمين [شعب الله الواحد ( اليهود )، & بقية الأمم الوثنيين الذين يعبدون آلهة متعددة] .
الوثنيون كان لكل بلد أو قبيلة إله، له اسم خاص بهم فمنهم من عبد الشمس، القمر، النهر، أبللون، ارطاميس، بعل زبوب ،.......... الخ .
الله يحب كل البشر جميعاً ولكن البشر، اليهود والأمم، زاغوا وفسدوا بإرادتهم لأنهم أحرارٌ، "الكل قد زاغوا معاً فسدوا ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحدٌ" ( مز14 : 3 ) وذلك بغواية الشيطان .
الله من محبته تحدث للبشر لهدايتهم، بأشخاص أعطاهم موهبة من روحه ليكونوا أنبياء، لقد تحدث الله للبشر فى كل العصور وفى آخر الأيام بواسطة ابنه "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه" (عب 1: 2،1) .
ابنه أى كلمته الأزلى، المولود من الآب منذ الأزل، وكما قلنا سابقاً أن ابنه تعنى عقله المنطوق، الله ظاهرٌ لنا .
الله الواحد غير المحدود القادر على كل شئ، يمكنه أن يستعلن للإنسان بأى شكل منظور، فهو قد استعلن للنبى موسى وهو فى البرية يرعى الغنم، فى هيئة نار تشتعل فى شجرة صغيرة خضراء، هذا المنظر العجيب (شجرة خضراء تشتعل بالنار ولا تحترق) استرعى انتباه موسى فمال لينظر، وهنا خاطبه الله وتحدث معه، وعرفه أنه الله إله الآباء إبراهيم وإسحاق ويعقوب، نلاحظ أن الله تحدث لموسى النبى من النار، وهو يملأ السماء والأرض فى ذات الوقت .
بنفس الكيفية ظهر الله فى بشر هو يسوع المسيح، المولود من السيدة العذراء الطاهرة مريم بدون زرع، بشر وهى بتول لم يمسها إنسان، والله فى نفس الوقت يملأ السماء والأرض .
يسوع المسيح هو كلمة الله (الله المستعلن) له ميلادان:
الميلاد الأول : هو كلمة الله مولود من الآب منذ الأزل قبل كل الدهور،(الأقنوم الثانى فى الثالوث القدوس، الله الواحد) .
الميلاد الثانى : هو كلمة الله مولود فى الزمان من السيدة العذراء، متخذاً منها جسداً يظهر به، لذلك يقول الكتاب المقدس: "ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة" (غل4 : 4)
"وبالإجماع عظيمٌ هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (1تي 3 : 16) .
"الله لم يره أحدٌ قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر" ( يو1 : 18 ) .
"وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب" (في8:2) .
له المجد فى اتضاعه واتخاذه جسداً لأجلنا .آمين
BEETHOVEN