ولو نصفه ماء.......

ولو نصفه ماء.......



سقط كوب اللبن وإنسكب كل ما فيه على الأرض !!

وشهق الجالسون ..
ألف خسارة !!



ولو نصفه ماء.......

بينما من كان يمسك به وإنفلت من يده
لم ينزعج إطلاقا ..
وبان على ملامحه برود عجيب أغاظ الحاضرون !!
وزاده حين قال ..
لا يهم ..
ف80% مما إنسكب لم يكن سوى ماء !!


ترى ماذا تحسب هذا ..
فلسفة ..
أم إستظرافا !!
أو برودا ..!!

أنا أحسبه سوء تقدير لما يحدث ..
فتصغير الأشياء بالعدسات
لا يقلل أبدا من حجمها الحقيقى ..
وبالمثل رؤية البعيد بنظارات مكبرة لا يقربه !!


فأنا وأنت ننفق وقتا هائلا فى النوم
ومع هذا هو عمر نعيشه يحسب فى أجندة الحياة بالسنين !!

ليس التفاؤل هو تهوين الحقائق والإستخفاف بالنتائج ..
فاللبن المسكوب وإن كان أكثر من نصفه ماءا ..
إلا أنه كان غذاءا يصلح ليوم كامل يعيش عليه من كان يتناوله !!

فما بالكم بمن يسكبون خير أيامهم وسنى حياتهم فى لهو عابث لا ينفع .
مفلسفين هذا العبث ومهونين شأنه
ثم يتحسرون وهو يواجهون ما تبقى لهم من الأعمار
مرددين المقولة الأزلية ..
ليت الشباب يعود يوما ..
ولكن هيهاااااااااااااات ..!!.


.وهناك مقولات. باتت من كهنة التاريخ ..
ولا تصلح لأى زمان كان أو سيكون ..
فصرف ما فى الجيب
عمره ما أتى ولن يأتى أبدا بما فى الغيب ..
ومع هذا
فالمسرفون يتزايدون ..
والعابثون بالثروات لا يعبأون ..

وقد يسيطر على البعض أوهام وخيالات باطلة ترسخ فى عقولهم
بل وتصبح معتقدات بالية ..
مثل صياح ديك هو ما يجعل الشمس تشرق ..!!
فهل لو نام الديك .. ولم يستيقظ ليصيح
يظل الليل ممتدا ..
لا تشرق شمس يوم جديد !!؟؟

أعجب لهذا الزيف وتلك الخديعة التى ترتبط أحيانا بمصائر البسطاء ومن يصدقون
أحبائى .
إن من يفقد حافظة نقوده ..وبها جنيها .
ومن يفقدها وبها ألفا ..
هما من لم يؤمنا الحفاظ على ما يمتلكاه
وكلا الإثنين خاسران مالم يتدبرا فى المستقبل الحيطة أكثر والحذر أوفر .

هنا الحديث ليس عن لبنا مسكوبا أو مالا مفقودا.. أو عقارا مهدوما ..

بل أدعوك يا غالى أن
تفتدى فى شباب الحياة ما يمكن فدائه
وليكن فى المقدمة ..
الوقت !!.

حاسبا أن بسمة الزمان غالية
وتوقيتها غالى ..
وقد تعبر دون أن تلحظها ..

حسبك تزين حياتك يوما ..
أو ساعة ..
أو سنينا ..
بل عمرا
هى وقت تملكه على كل حال ..
والشاطر من يجعل منها حياة !!........


ولكنى لا أخدعك ..
فالأشواك مزروعة ...
ومأساة هذا الزمان قائمة
وهى إما تمر بحياتى فى وقت عابر أو تعيش عندى فى أجندة تدوم .,.
تنبه ..
كلاهما له وقت .. !!
وتوقيت .

ترى !!
هل تكون لنا الحكمة ونحن نتدبر ونتحذر من سطو الزمن
عبر زمان السنين !!!

ميرسى نسيم ياباشا لمرورك