القد يسة الشهيدة مطرونة التي تعيّد لها الكنيسة في 10 توت
20 سبتمبر) من كل عام، تشهد لكنيستنا الحية التي تكرم الشهادة للمسيح )
بغض النظر عن المراكز العالمية، أو الأسماء المشهورة، أو أصحاب
الرتب أو الأغنياء والوجهاء.
فهذه القديسة ا لشهيدة، كانت تعمل خادمة فقيرة لدى سيدة يهودية
متسلطة وشرير ة. وكانت القديسة تحب سيدها الحقيقي يسوع المسيح
وتشهد له، فمن جهة الشكل عبدة مستعبدة، ومن جهة الجوهر كانت حرة
عتيقة الرب الذ ي حر رها الحرية الداخلية "إن حرركم الإبن فبالحقيقة
تصيرون أحرار ". فلما عجزت سيدتها عن إمالتها عن إيمانها- فهي
مطيعة لها خادمة لحاجتها ولكن لم تخضع لها ولا لحظة و احدة من جهة
تمسكها بإيمانها بالمسيح وعبادتها للذي أحبها وأسلم نفسه لأجلها- فلما
رأت منها سيدتها هذا التمسك و القوة، لجأت إلى ا لعنف فضيقت عليها في
حبس بلا أكل ولا شرب مع ا لضرب والإهانة حتى أسلمت روحها
الطاهرة في يد المسيح الذي أحبها. ولما أر ادت سيدتها الجاحد ة أن تخفي
جريمتها حاولت أن تل قي بجسد القديسة م ن على السطح ل يقال إنها سقطت
عفوًا، فبينما ه ي تك مل شرها وتخفي فعلتها، لم تختف عن عيني كاشف
الأسرار وعارف نوايا ال بشر، فز لت قدمها فسقطت وماتت لحالها.
والجميل في الكنيسة أنها لم تغفل أن تكرم مثل هذه القديسة الشهيدة، فهي
وإن لم يكن لها مركز قيادي كأم لجماعة رهبانية مثلا، ولا هي تضلعت
بأعمال باهرة ولا قامت بمشاريع تخلد ذكراها ولا و لدت أو لادًا صاروا
أصحاب شأن في الكنيسة، لا ش يء م ن هذا، بل على ا لعكس سيرة ضعيفة
فقيرة مطمورة، تكاد تكون منسية من الجميع ... ولكنها إذ تكللت بالإكليل
السمائي و عُدّت في مصاف الشهداء القديسين ألزمت الكنيسة كلها أن تعيد
لها و تسطر اسمها في السنكسار
بركه صلواتها تكون معانا