القديس مارمينا العجايبى .....

[size=24]القديس مارمينا العجايبى

القديس
مينا من اعظم الشهداء المصريين الذين استشهدوا فى عصر دقلديانوس وله مقام
كبير بين الشهداء . ولشدة التعذيب والقسوة التى كابدها احبه الرب ووهبه
القدرة الكبيرة على عمل المعجزات وشفاء المرضى بعد استشهاده.
ولد
هذا القديس من ابوين صالحين مسحيين وكان ابوه حاكم لمريوط. مات ابوه وهو
فى الحادية عشر كم عمره وماتت امه وهو فى الرابعة عشرة. ولما اصدر
دقلديانوس منشوره المشهور باضطهاد وتعذيب المسيحيين ، لم يحتمل ان يعيش
وسط هذا الضلال فذهب الى البرية وبقى متوحدا يعبد الله.
وبعد زمان طويل شاء الله ان يدعوه الى رتبته مع شهدائه الأبرار فدعاه الى الجهاد وكان ذلك فى يوم عيد كبير للأوثان.
وفى مهرجان العيد حيث تجمع المتفرجون واللاعبون تقدم وسط الجموع وصرخ محذرا الناس من عبادة الاوثان وداعيا لهم الى الايمان بالمسيح.
فتعجب
الوالى وذهل لجرأته وأمر بالقبض عليه. ولم يشأ ان يعاقبه فى الحال واكتفى
بأن يودع السجن الى اليوم التالى حتى ينتهى الفرح المقام الملوك (عيد كبير
للأصنام) خشية حدوث اضطراب.
وفى الغد استدعاه وناقشة فلم يزداد الا حماسا. فاستعمل معه الوالى افظع انواع العذاب والقسوة :
1. إذ أمر الوالى ان يوضع القديس بين اربعة اوتاد ويضرب بالسياط.
2. أمر ان يرفع على الهنبازين (آلة التعذيب).
3. امر ان تعمل له مسارج حديد وتنصب على الارض وأن تربط يدا القديس ورجلاه فى عنقه ويدحرج على المسارج الحديدية.
4. امر ان يؤتوا بمشاعل نار ويضعوها تحت جسده ، فأقاموا المشاعل ووضعوها تحت جسده.
5. جعلوا فى فم القديس لجاما وفى عنقه طوق حديد وجروه وعذبوه وأتوا به الى شاطىء البحر.
6. امر الوالى ان يحضروا منشارا ويشدوا القديس فى المعصار ويقف اربعة من الجند لينشروا القديس.
كل
ذلك حدث للقديس وكان السيد المسيح له كل المجد يساعده على اجتياز كل هذه
التجارب. ومن ثم فلا عجب إذا اصبح لهذا القديس العظيم الاسم العظيم بين
الشهداء بسبب قسوة ما صادفه من تعذيب.
وفى اليوم الخامس عشر من شهر هاتور من سنة 309م استشهد بعد حياة جهاد وكفاح وذهبت روحه الطاهرة الى السماء.
وقد
بادر المؤمنون بنقل جثمانة الى مكان عزلته فى الصحراء حيث دفنوه بالاحترام
اللائق بامانته وطهارته. وظل قبر القديس العظيم مجهولا مدة من الزمن ،
وحدث ان راعيا كان يرعى خرافه فى تلك المنطقة ، وكان من بين خرافه خروف
اجرب قد شفى فى الحال بسبب غير ظاهر. وقد لاحظ صاحبه ان شفاؤه كان نتيجة
لتمرغه فوق الارض فى ذلك المكان.
وقد
أذاع الراعى خبر شفاء خروفه فجاء الأهالى من تلك المنطقة ليكتشفوا السر
فيما حدث. وجاء المرضى يتمرغون بالقرب من ذلك المكان فنالوا الشفاء.
وعندئذ
بدأن الناس يحفرون فى ذلك المكان فإذا بهم امام جسد القديس مينا. فانتشر
خبر ذلك فى جميع البلاد المصرية وفى البلاد الاجنبية. وكان للامبراطور
زينون الذى عاش فى القرن الخامس الميلادى ابنه مريضة بالجرب فاستأذنت
والدها ان تذهب ومعها بعض من حاشيته لذلك المكان. وهناك نالت الشفاء.
فبادر
الامبراطور الى بناء كاتدرائية كبيرة فوق قبره. وكانت تلك الكاتدرائية
اجمل كنائس العالم فى ذلك العصر بما كان يزينها من اعمدة من المرمر
الوردى.
وقد تبع هذا ان ساد العمار فى تلك المنطقة حتى اصبحت مدينة عظيمة ظلت قائمة حتى القرون الوسطى.
وظل
الناس يتشفعون به فى معظم بلاد العالم بعد وفاته. وبنيت كنائس كثيرة على
اسمه فى بلاد مختلفة. وقد ذكر التاريخ ان احد المؤمني الاتقياء الأغنياء
المحبين لسيرة الشهيد اثناء زيارة لقبر المسيح فى القدس كان يفكر فى بناء
كنيسة على اسم الشهيد ، فرأى القديس فى رؤيا يقول له ان كنت تنوى ان تبنى
كنيسة على اسمى فليكن فى بلدة منهرى (بالقرب من المنيا).
ولما
رجع من تلك الزيارة المقدسة اخبر اهل بلدته بالرؤيا فقصدوا المدينة
المذكورة فوجدوا كنيسة قديمة متهدمه باسمه. فأقاموا كنيسة جديدة على اسم
الشهيد العظيم فى ذلك المكان

ميرسى نسيم بركة الشهيد العظيم مارمينا تكون معنا امين

ميرسي لمرورك الرقيق مينا وبركه مارمينا تكون معانا