لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم
(مت 18 : 20)
ما أحوجنا جميعا للحوارات الروحية التى تقدس الفكر والإرادة والميول ، فالحاجة إلى الحوار الروحى تماما مثل الحاجة إلى المشورة الروحية ، لأنه إذا كانت المشورة الروحية تمد الإنسان بالرأى الصائب والوعى المستنير فأن الحوار الروحى يمد الإنسان بالمعرفة الحقيقية والوقوف على الحق واليقين وإستقامة الأمور ، وبقدر ما تككون أطراف الحوار من فئة الروحانيين بقدر ما يكون الثمر والتغيير ..
ولاحظ معى صديقي ما يلى :
+ الحوار الروحى يكون دائما من أجل البنيان والإستفادة والمنفعة ، اما إذا كانت ثمار الحوار الإنشقاق والخصومة والغضب فلا يمكن أن يدعى هذا حوارا روحياً ، لأنه حيث الغضب والإنشقاق والخصام هناك الإشارة لعدم تهيئة النفس واستعدادها لتقبل الاخر والإذعان للتوبيخ والتقويم والتعليم ..
+ نحتاج دائما فى حواراتنا الروحية للاشتياق المستمر والمتزايد للنمو فى معرفة المسيح والفضيلة ، ومتى كانت اشتياقتنا مقدسة مثل ذلك فحتما سوف نجنى من كل حوار روحى ما لا نستطيع أن نعبره عنه من إرتقاء وتجديد وثمار مباركة ..
+ لا تدع أمر بلوغ أطراف الحوار فى المعرفة والقامة والمركز أكثر منك يعطلك عن المشاركة فى الحوار الروحى ، لان الله قادر أن يهبك اضعاف ما لديهم من كرامة و شأن ومعرفة إن وجد فيك الإتضاع والإنسحاق ، ولايمكن أن يرجع الرب عن وعوده لأنه كامل والكامل لا يتغير ..
+ الحوار الروحى المدعم باناس ذو خبرة فى الحياة الروحية هو الذى يستطيع أن يشبع ويقنع و تكون له الثمار المطلوبة ، أما افتقار الحوار للعناصر الفقيرة روحيا أو احتوائه لعناصر مملوءة رياء وخبثا فيؤدى إلى الخروج عن الحق وإرادة الانجيل ، فما أحوجنا جميعا للمضى قدما فى الحياة الروحية حتى نستطيع أن نشبع ونقنع الاخرين فى كل حوار روحى نكون طرفا فيه ..
+ الحوارات الروحية فرصة مباركة نستفيد فيها كثيرا ونمتلأ من الروح ، إذا كانت بنائه والغرض منها النفع الروحى وليس مجد الذات و وإشعار الاخرين بوجودنا وبقدر ما فى داخلنا من معرفة وفهم وحكمة..
+ الحوار الروحى الذى يخلو من من الأمانة والهدوء والجدية ، يخلو من الروح والثمر والإستمرارية ، لذا فهو لا يمت بصلة للحياة الروحية ، وإن كانت موضوعاته روحية بحته..
+ الحوار الروحى مكفول بعناية الله وإهتمامه ، إذ وعد السيد قائلاً : " حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأنا في وسطهم.. "
+ الحوار الروحى يدفعنا للبحث والمعرفة والرغبة فى العمل على إمتداد ملكوت الله ..
+ الحوار الروحى يشجعنا على التدقيق فى التصرف ، سيما مع الأفكار لإختبار قدسيتها كل
حين ..
+ الحوار الروحى هو تعبير عن الإشتياق لملكوت الله وبره ..
+ الحوار الروحى هو علامة قوية على العيش حسب الروح والإنجيل وفى قداسة وبر وإيمان ..
+ الحوار الروحى هو ثمرة الإحساس بما فى الحق من غنى واهمية وأمجاد ..
+ الحوار الروحى قد يكون فى بعض الأحوال دليل العيش فى نقاء ولكنه دائما يؤدى على النقاء..
+ الحوار الروحى يكون صحيحا كلما خلت من أطرفه روح الصراع والكبرياء ومحبة الظهور والمديح ..
+ الحوار الروحى ينقل الإنسان من مستوى روحى بسيط إلى مستوى روحى يشهد لغنى نعمة المسيح وحكمته ...
+ الحوار الروحى فرصة نستعد من خلالها لمجاوب كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذى فينا ..
+ الحوار الروحى فرصة لكى نغير من خلالها أعماقنا فتصير على مستوى الحق والنور ..
+ الحوار الروحى فرصة لمعرفة أبعاد الفكرة المستثارة أو الموضوع المطروح على نحو يضمن لنا إستفادة أكبر وتغير افضل ..
+ الحوار الروحى يقدس الوقت والفكر والإرادة ، كما يساعد كثيرا فى معترك الجهاد الروحى والوصول لمستوى أفضل فى الإيمان ومعرفة الله..
+ الحوار الروحى تظهر فيه أمانة أو عدم أمانة سلوكنا فى الحياة الروحية ..
+ الحوار الروحى يبرز قدر ما فينا من معرفة وعمق واستنارة ، أو ما هو عكس كل هذه الأمور ..
+ الحوار الروحى يشجعنا على الحياة فى ظل الفضيلة والإمتلاء الدائم منها ..
+ الحوار الروحى سبب إزعاج وفضيحة للجسدانين ، أما للروحانين فهو سر من اسرار فرحهم وإنتصارهم أيضاً ..
+ الحوار الروحى فرصة لإنتعاش الروح وتجديدها ، كما أنه فرصة للنمو فى الحق والغيرة المقدسة ...
صديقى ، أنت مدعو لكى تسلك بالروح وليس حسب الجسد ، لذا يجب ان تتكلم حسب الروح وليس حسب الجسد ومكتوب " إن كنا نعيش بالروح، فنسلك أيضاً بحسب الروح"
( غل 5: 25 ). لك القرار والمصير !!